أفضل نادي الفيصلي بالخرم
في أواسط شهر شعبان يكون فضيلة الشيخ محمد السليمان الزازان قد عرف موقع أكثر من عشرين سراجاً تعلق في نواحي المسجد الرئيسية ، ويكون قد ضرب رواقاً من الخام الأبيض في ناحيــة المسجــد الشرقية يستر النساء عن الرجال ، ووجد من يقوم على إمامة الناس في التراويح والقيام ، ومن يتطوع للدروس الدينية بعد كل صلاة .
هذا الفعل يحدث كل عام في مسجد الشيخ عثمان بن سليمان (باب البر) بمدينة حرمه . كانت الصدقات والزكوات تأتى إلى المسجد ، وما أن يهل شهر رمضان يكون الشيخ محمد السليمان الزازان قد أوصل الصدقات والزكوات إلى بيوت المستحقين . كان تأثير مسجد الشيخ عثمان بن سليمان على الحياة في حرمة قوياً ، بل كان مصدر إشعاع ديني مؤثر ، ففيه تنتظم الحلقات الدينية ، وفيه تقدم الصدقات ، وتقرأ الكتب والرسائل والمواعظ ، كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب: كتاب التوحيد ، أحكام الأحكام ، الرسالة المطولة ، الدرر السنية ، خطب شيخ الإسلام ، سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كشف الشبهات ، مجموعة الرسائل والمسائل ، كتب آداب المشي إلى الصلاة ، كما تقرأ رسائل الشيخ عبدالعزيز بن باز والمواعظ والرسائل والخطب الدينية .

كان في أول صباه يسلك ذلك الطريق الموحش الذي يقطع (الحياييل والمقابر القديمة) لينتهي به عند منارة مسجد الشيخ عثمان بن سليمان . كان عمره ذاك الوقت قرابة الـ 12 عاماً ، وكان يمضي جزءاً قليلاً من الليل في ذلك الطريق المقفر ملتحفاً عباءة سوداء حيكت من الصوف الخشن … كان البـرد قـد زاد في الاشتداد ، وكان ليل (المربعانية) يقرص المفاصل ، والفتى يذرع الطريق ليدرك الأذان الأول والتالي في مسجد الشيخ ، ثم يعود منحدراً مع أسفل الوادي ليلحق بقطيع الماشية الذي بدأ أوله ينحدر مع الثنية.
كانت الحياة في تلك الأيام منقسمة بين الرعي والفلاحة ، وكان يجد في الرعي صفاء النفس وسعة البال وراحة الضمير . كانت الصحراء تهبه شعوراً واعياً ناضجاً . لم تدم حياته مع الرعي ، بل ما لبث أن عاد لمسجد الشيخ وانقطع للمسجد انقطاعا تاماً . كان يركز تركيزاً بالغاً على التربية الروحية فأسهم في بناء جو إيماني رحب واستطاع أن يجعل من مسجد الشيخ ملتقى للدروس الدينية وحلقات للقاءات الإيمانية والعظات والتناصح ومأوى للمحتاجين .. كان أشبه بخلية نحل لا ينقطع أبداً من صلاة ، وتعبد ، وتـلاوة ، وإفتـاء ، وتصـدق ، واستشفاء ، بل كان مدرسة دينية وفكرية ومصدر توجيه روحي ومادي.
كان يؤمن إيماناً تاماً بأن منهج الدعاة يأتي في الذهاب إلى الناس لإبلاغهم الدعوة وليس في الركون إلى المسجد وحده ، ولذلك فقد صار يوسع دائرة تواصله مع مجتمع القرية ، يوقظ الناس للصلاة ويزور أماكن العمل والمزارع ، وكان الى جانب ذلك قيامه بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كان موذناً لمسجد الشيخ عثمان بن سليمان (باب البر ) ، وكان ينوب أحياناً عن مؤذن مسجد الجامع الكبير بحرمه ، وكان يطوف على القسم الشمالي الغربي من مدينة حرمه لايقاظ الناس لصلاة الفجر ، وكان يقوم بتوزيع الصدقات والزكوات القادمة الى مدينة حرمه على المحتاجين وكان يشرف على بعض الإسبال والأوقاف في حرمة ، وكان يقوم بزيارات لبيوت الأهالي من أجل الدعوة والتوجيه وكان يلقي المواعظ والنصائح بعد صلاة العصر أو المغرب أوالعشاء في مسجد باب البر ، ويقوم بتفقد الناس في المسجد بعد صلاة الفجر.
صفاته:
تميز الشيخ محمد بن سليمان الزازان بخصال حميدة فقد كان متواضع زاهداً كريماً يعامل الناس معاملة حسنة ويخاطبهم باللين تكسوه السكينة والوقار لاينهر سائلاً ولايترفع عن مجالسة أحد معظم وقته مع الفقراء ورعاً تقياً نقياً أميناً صادقاً يكره المدح عف اللسان نزيهاً صاحب طاعة وعبادة يثق به الناس ويقبلون على نصائحه يحب الهدية للناس والخير لهم ، أأتمنه أهل مدينته على ودائعهم فقد كان أمينا على ودائع الناس مخلصاً في النصح يذَكر في المناسبات العامة يتميز بالحلم ويشفق على الناس مخلصاً لله لا يبحث عن شكر أحد ثابتاً على الحق يمتاز بسعة الأفق وبعد النظر زاهداً بالدنيا بشوش الوجه يصل الارحام يحسن الظن بالناس قليل الكلام يحب المساكين كثير الدعاء يحض على الخير لا يحقد على أحد لا يتطلع الى جاه أو منصب لا يتكلف في مأكله وملبسه ومظهره يتحمل أذى الناس يحسن الانصات يعدل في الكلام لا يجامل أحدا يصلح بين الناس تظهر قوته في الحق فقد كان شجاعاً قي الحق .

عباداته:
- يقوم الليل فلم يترك قيام الليل في حياته.
- يحافظ على ألادعيه والأذكار .
- يحرص على تطبيق ألسنة في جميع شون حياته .
- يبدأ بالسلام على من يعرف ومن لا يعرفه .
- التبكير الى المسجد والمحافظة على الصف الأول .
- يحرص على النوافل .
- كثير صيام التطوع.
- زاهد في الدنيا .
- حريص على نصح الناس .
- مخلصاً للعمل في سبيل الله .
- حريصاً على هداية الناس.
- يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، يعقد حلقات دروس دينية كل مساء في ( الدايره) مركز هئية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في حرمة ، وكانت “الديرة “مركز توعيه وارشاد وقد عظــم دورها واتسع نشاطها فصاغت تفكير وثقافة القرية صياغة دينية , أسهمت في التوجيه والنصح .
- يقضي حوائج الناس .
- قريباً من الله .
وحين بلغ الثمانين ضعفت قواه فصار من البيت إلى المسجد ، ومن ثم بدأه المرض ، فأمضى بعضاً من أيامه الأخيرة في المستشفيات إلى أن توفي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .
اترك تعليقاً